Tuesday, May 10, 2011

لأجلهم أريد مجلسا وطنيا جديدا

ثلاث رسائل لثلاثة أشخاص، لأجلهم أريد مجلسا وطنيا جديدا، لأجلهم أريد تحرير فلسطين.

الاولى: الى تهاني " دار بيننا الحوار التالي"

قلت: المي بالحنفية مالحة، معرفتش أغسل وجهي ولا أتحمم، شو هاد؟
تهاني: أه احنا عنا بالمخيم المي مالحة، ما عنا مي حلوة، أنا بس تزوجت وطلعت سكنت برة المخيم صار عندي مي حلوة.
أنا: عن جد؟
هي: اه، خواتي بس ييجوا لعندي ويقوموا يتوضوا للصلاة و " يمضمضوا" بالمي الحلوة بيقولولي : خي تهاني ما أحلى طعم المي الحلوة.
" المخيم: هو برج البراجنة جنوب بيروت".

الثانية: الى صاحب مطعم " معجنات " في صيدا

أنا: بدي جبنة؟
صاحب المحل: جبنة بيضا أو صفرا
أنا: مش عارفة!
صاحب المحل: طيب رح أعملك ياها على زوقي " وقام بخلط البيضا والصفرا"
صديق: بتعرف انو هيي جاي من فلسطين؟
صاحب المحل: عن جد؟
أنا: أهز رأسي بالايجاب
صاحب المحل فرحا: يعني انت جاي من فلسطين. فلسطين.
أنا: اه ، من الأرض المحتلة، أنا من رام الله.
صديق: وبتعرف انو اسمها يافا؟
صاحب المحل وزبونة شابة وزبونة أخرى عجوز ينظرون الي وكأنهم وجدوا فيْ شيئا ما، يبتسمون لي وكأنهم يطلبون الي أن أتحدث المزيد.
صاحب المحل: كيف أهلك عمو؟ مناح ؟ أمانة تسلميلنا عليهم وعلى فلسطين، وعلى يافا وحيفا، أنا من حيفا عمو.
 سؤاله عن أهلي فاجأني، باغتني، توقعت كل الأسئلة.... كلها، الا هذا السؤال، توقعت منه حديثا بالسياسة ... توقعت شوقا للوطن... توقعت حلما بأرض.... لكنه كان أقرب من ذلك بكثير.. أكثر مما أتخيل... شعرت للحظة أنه قبل ولادتي يعرفني،  كان هذا الرجل يقف على باب بيتي قرب شجرة المشمش ويدخل دون أذن مني او من أحد.

الثالثة: الى لينا ابنة خالتي التي تتعثر بالعربية

لهاجسها الدائم بأنها يجب أن تعمل أكثر من أجل فلسطين، للينا التي ولدت وتربت في الغربة، وتتعثر باللغة العربية، والتي تزور فلسطين في العطل الصيفية، لكنها رغم ذلك، تدرس الهندسة لأن فلسطين بعد التحرير ستحتاج الى مهندسين، وستخوض انتخابات كلية الهندسة في الجامعة من أجل أن يكون صوتا عربيا فلسطينيا في الكلية، والتي ستقضي شهور في بناء جدار من الخشب بطول عشرات الامتار لتضعه في وسط الجامعة لتقول لزملائها هكذا تبني" اسرائيل" داخل وطني أنا الجدارن، للينا التي ترتب حياتها وبرنامجها لما تحتاجه أو قد تحتاجه أو سوف تحتاجه فلسطين في يوم من الأيام.

لهم، لهؤلاء الثلاثة، ولغيرهم الكثير، أريد مجلسا وطنيا يمثلهم، لأنه ليس من العقل أو المنطق أن لايشاركوا في صنع القرار في قضيتهم، لهم لأن فلسطين ليست الضفة الغربية وقطاع غزة ، فلسطين هناك ، حيثما يتواجدوا ...حتى يعودوا.


بقلم يافا المالكي
الحراك الشبابي رام الله
 

No comments:

Post a Comment